من منا في طفولته لم يكن له مخاوف من أشياء كان يراها غيره تافهه، و لم يحظى بمراعاة من حوله له في حين وقوع أحدها! كالظلام مثلًا أو المرتفعات أو بعض الحيوانات. و الكثير قد ترافقه هذه المخاوف حتى بعد أن يصبح كبيرًا في العمر.
الكثير منا بقي ذلك الطفل و إن اختلفت مخاوفه، فمنا من يخاف الفقد أو المرض أو الفقر و الاغلبية الساحقة تخشى من المستقبل و من تبعاته. بالرغم من عدم معرفتهم لما سيحدث فيه، هم فقط حمّلوا أنفسهم همًا فوق طاقتها ولم يبالوا لأهمية عيش تلك اللحظات الثمينة المفقودة من احاسيسهم المركونة بملف ذكرياتهم و قد ضاعت من أيديهم.
لنعاهد أنفسنا بدءًا من اليوم بأن نجعل لليوم بريقه الخاص و يكون مليئًا بما نحب، و إن أُرهقنا سنرى يومًا نتيجة ذلك الجهد الجاد منا لتحقيق ذلك العمل. ولنتذكر أن كل يومٍ سيمضي شئنا أم أبينا بكل ما فيه فلنستمتع بالقدر الذي يمكننا بأن نعيش هذه الحياه بروح راضية إيمانًا بالقدر أولًا و اخيرا و من ثم لأجل نفوسنا المرهقة، فلو تأملنا بحالنا لوجدنا أننا قد عشنا لحظات أصعب منها و كنا فيها أقوى.
و أخيرًا وليس أخرًا فالحياة ليست كما نحب مفصلة لظروفنا و تكون مناسبة لنا بكل حال فإما أن نعرف كيف نتصرف فيها حيال بعض معوقاتنا و نكون فيها مرنين لنتعايش و إما أن تكسرنا مهما كانت قوتنا ، وقاعدة الحياة التي أنصح بها الجميع:
“واجه مخاوفك ولا تهرب منها لتكتشف مدى بساطتها و مقدار قوتك أمامها”
كتبة هذه التدوينة: سمية محمد.
Twitter: @Somiah_alhammad